بطرس وبولس عمودا الكنيسة

 هذا هو الاسم الشائع لهذه الأيقونة، وهي تُعرَض في عيد القدّيسَين بطرس وبولس في 29 حزيران – يونيو، وهو «تذكار القدّيسَين المجيدَين والرسولَين العظيمَين بطرس وبولس الجديرَين بكلّ مديح» 
( فى الكنيسة البيزنطية ) 
البنية الهندسيّة
البنية الهندسيّة لهذه الأيقونة بسيطة جدًّا:
مستطيلان طوليّان يحوي الواحد القدّيس بطرس وجزءًا من الكنيسة، ويحوي الثاني القدّيس بطرس والجزء الآخر من الكنيسة.
العناصر
بولس: على يمين المشاهد نجد القدّيس بولس يقف بلباسٍ تقليديّ. 
شعره يوحي بأنّه فرّيسيّ، كما يقول هو عن نفسه، أصلع بلحية بسيطة التجاعيد ومدبّبة، وجبهته مكشوفة إشارةً إلى حكمة الفلسفة كما هو متعارف عليه في لغة الرموز القديمة.
يحمل بولس بيساره كتابًا هو مجموعة رسائله التي كتبها للكنائس. ويحمل بيمينه الكنيسة.
بطرس: على يسار المشاهد يقف القدّيس بطرس، شعر متموّج كثيف ولحية كثيفة ومستديرة (يكون عادةً لون الشعر واللحية أبيض)، يحمل بيمينه رسالة، هي رسالته الأولى، ويسند بيساره الكنيسة.
الكنيسة: إنّ التعبير الأقوى يكمن في الكنيسة. إنّها الجماعة التي تعلن الإيمان المسيحيّ.
الكنيسة بيزنطيّة، لها قبّة، تمثّل قبّة السماء، وتحت القبّة ثلاث نوافذ تعبيرً عن الثالوث الأقدس، وتحتها نافذتان تعبيرًا عن طبيعتي المسيح البشريّة والإلهيّة، وتحتها ثلاثة أبواب. الباب الكبير (الباب الملكيّ) هو جمع الطبيعتين في شخصٍ واحد، يسوع المسيح، الذي أعلن البشارة، وخلفاؤه يعلنوها من هذا الباب، حيث يُقرأ الإنجيل ويُفسَّر.
أمّا البابان الجانبيّان، وفوق كلّ واحد نافذة، فيشيران إلى الكنيسة الأولى بجماعتيها: جماعة بطرس من اليهود المتنصّرين، وجماعة بولس من الوثنيّين المتنصّرين.
ملاحظات فنّيّة
إنّ الألوان والتركيب يوحي بمكانةٍ أرفع قليلاً جدًّا لبولس. فهو أوّل ما يشدّ نظر المشاهد. لمَ لا وهو فيلسوف المسيحيّة، الرجل المثقّف الذي فتح أبواب الإيمان الجديد للعالم كلّه. ففي طروباريّات العيد، التى تخصّ الليتورجيّة البيزنطيّة بولس تقريظًا خاصًّا، ولكنّها تستدرك في النهاية وتذكر بطرس قبل بطرس، تأكيدًا لتقدّمه في مرتبة الرسل:

«أيّ سجن لم يحوِكَ مقيّدًا؟ وأيّة كنيسةٍ لستَ لها خطيبًا؟ فدمشق تعتزّ بك يا بولس، إذ قد رأتكَ مجندلاً بالنور. وروما أيضًا تباهي بإحرازها دمك. أمّا طرسوس وفرحها أكبر، فتكرّم بحرارةٍ قمطك. فيا بطرس صخرة الإيمان، ويا بولس فخر المسكونة، تعاليا معًا من رومة وثبّتانا.»


الاب سامى حلاق اليسوعى 
عن موقع jespro.org