أيقونة تجلّي الرّب

يمكننا أن نقسم هذه الأيقونة إلى ثلاثة أقسام أفقيًا:
القسم العلوي فيتصدر فيه يسوع المسيح المشهد، ويحيط به النبيَّين إيليا عن يمينه وموسى عن يساره.
القسم المتوسّط يحوي الجبال. إنّها تربط الأرض بالسماء. فغالبيّة لقاءات الله بالإنسان، خصوصًا في العهد القديم، تتمّ على رؤوس الجبال.
أما القسم السفلي فيضمّ من اليسار إلى اليمين الرسل الثلاثة بطرس، ويوحنا، ويعقوب.
إيليا: شيخ يقف عن يمين يسوع على جبل حوريب، يصغي إلى كلمة الله وهو يمثّل الأحياء لأن الكتاب المقدّس يخبرنا بأنّ إيليا بقي حيًّا.

الترهّب في الإيقونوغرافيا البيزنطيّة

كثيرون كتبوا عن حياة الترهّب، وكثيرون أيضًا رسموا رهبانًا معيّنين وصوّروا فضائلهم. بيد أنّ قلّةً قليلة صوّرت الحياة الرهبانيّة بالرسم والألوان. لا شكّ في أنّ الأيقونة التي سنتكلّم عليها نادرة، وربّما لم يرها القارئ في حياته ولن يراها، لكنّها تنتمي إلى التقليد الإيقونوغرافيّ، وتصميمها كما سنقدّمه يعود إلى العصور الوسيطة.
تهتمّ أيقونات الراهب بتصوير حياته الداخليّة وصراعه الروحيّ أكثر من تصوير حياته الخارجيّة وبرنامجه اليوميّ والأجواء الديريّة.
لذلك ينتمي هذا النوع من الأيقونات إلى فئة الأيقونات اللاهوتيّة.
إذ نذكّر القارئ بتصنيف الأيقونات الشائع في الدراسات النقديّة:
 أيقونات شخصيّة (تصوّر الشخصيّة في بورتريه)، أيقونات تاريخيّة (تصوّر أحداثًا تاريخيّة)، أيقونات تعظيميّة (تصوّر الشخصيّة في مجدها)، أيقونات لاهوتيّة (تصوّر قضايا لاهوتيّة) 
الراهب
يظهر الراهب في أيقونة الترهّب مصلوبًا على صليب، ويلبس ثوبه الرهبانيّ الأسود، ويغطّي الإسكيم رأسه علامةً على الجهاد الروحيّ الذي نوى أن يجاهده. رجلاه حافيتان ومسمّرتان على الصليب، لأنّه صلب نفسه عن العالم، يخفض نظره ويغلق فمه، وفوق القائم الأفقيّ للصليب وبالتوازي معه كُتِبَت العبارة التالية: «اجعل يا ربّ حارسًا لفمي وبابًا حصينًا على شفتيّ». ذراعاه مفتوحان ولكنّهما ليسا مثبّتَين بمسامير إلى الصليب، ويحمل بيديه مشعَلَين متّقدَين، وبالقرب منهما هذه

أيقونة مَثَل الدينونة

الدينونة الأخيرة موضوع شائع في الإيقونوغرافيا بجميع الكنائس. تصوّر بعض الأيقونات الدينونة من المخيّلة، وبعضها الآخر يعتمد على ما ورد في الكتاب المقدّس، وبعضها الثالث يجمع بين الإثنين.
وقد اعتمد رسّام أيقونتنا هذه على مَثَل الدينونة كما ورد في إنجيل متى 25: 31- 46.
الأيقونة تنتمي إلى فنّ تقول بعض المراجع إنّه روسيّ في حين أنّنا نعتقد بأنّه سريانيّ. فإلى جانب نمط الرسم الذي هو أقرب إلى الفنّ السريانيّ، فإنّ طرح الموضوع بهذا الشكل نجده في لوحاتٍ جداريّة سريانيّة كلوحة الدينونة في دير مار موسى الحبشيّ بصحراء النبك بسوريا، في حين أنّنا لا نجد طرحًا كهذا في مدارس الفنّ البيزنطيّة.

بنية الأيقونة الهندسيّة
تُقسم هذه الأيقونة إلى ثلاثة مستطيلات عموديّة. المستطيل في الوسط يمثّل المشاهد أو الأحداث التي رواها ربنا يسوع المسيح في إنجيل متى (25: 31- 46)، "كُنتُ جائِعًا فَأطعَمْتُمُونِي، كُنْتُ عَطشانًا فَسَقَيتُمُونِي، كُنتُ غَرِيبًا فَآوَيتُمُونِي، كُنتُ عُريانًا فَألبَسْتُمُونِي، كُنْتُ مَرِيضًا فَاعتَنَيتُمْ بِي، كُنتُ مَسجُونًا فَزُرتُموني".

الفريسى والعشار

من عادة الكنيسة البيزنطيّة أن تقرأ مَثَلَ يسوع عن صلاة الفرّيسيّ وصلاة العشّار في الأسبوع الأوّل التحضيريّ لزمن الصوم، وتحديدًا في الأسبوع العاشر قبل الفصح.
فهذه القصّة هي بمثابة افتتاحيّة لمَن ينوي أن يصوم صومًا يرضي الله: على الصائم أن يتمتّع بقلبٍ متواضعٍ منسحق.
الأيقونة التي نقدّمها أيقونة مستحدثة، ولكنّها تتبع توصيات المعلّم القدير بانسيلينوس وتلاميذه الأرثوذكسيّين.
تنقسم الأيقونة إلى قسمَين طوليَّين، يفصل بينهما عمود الهيكل وطبق التقادم ( العطايا ) .