من عادة الكنيسة البيزنطيّة أن تقرأ مَثَلَ يسوع عن صلاة الفرّيسيّ وصلاة العشّار في الأسبوع الأوّل التحضيريّ لزمن الصوم، وتحديدًا في الأسبوع العاشر قبل الفصح.
فهذه القصّة هي بمثابة افتتاحيّة لمَن ينوي أن يصوم صومًا يرضي الله: على الصائم أن يتمتّع بقلبٍ متواضعٍ منسحق.
الأيقونة التي نقدّمها أيقونة مستحدثة، ولكنّها تتبع توصيات المعلّم القدير بانسيلينوس وتلاميذه الأرثوذكسيّين.
في قسم اليمين نجد الفرّيسي واقفًا أمام حجاب الهيكل منتفخًا من الكبرياء. وقد حرص الفنّان بإبداعٍ على ألاّ يصوّره بدينًا بل منتفخًا، يشغل المساحة كلّها ولا يترك حيزًا فارغًا لله. يمدّ يده ليضع تبرّعه، وهو ينظر إلى المشاهد لا إلى الله، لأنّه يريد أن يراه الناس وهو يفعل ذلك. وعلى حزامه كيس دراهم مفتوح ومملوء. إنّه يتبرّع، ولكن بما يفيض عن حاجته. ألوان ثيابه زاهية تلفت الأنظار، وقد اختارها له الرسّام هكذا للإلحاح على شخصيّته المتكبّرة.
في قسم اليسار نجد جابي الضرائب (الذي يُسمّى خطأً العشّار) يقف في الخلف عند المدخل. إنّه منطوٍ، يشغل بالكاد مساحةً في الحيّز المخصّص له، يقرع صدره نادمًا وينظر إلى الأرض خجلاً. ثيابه بسيطة، ولا يحمل معه شيئًا غير خطيئته وندامته عليها.
في الأعلى نجد ملاك الصلاة. إنّه الملاك الذي يحمل صلوات المؤمنين ويرفعها إلى الله كما يقول التقليد الأرثوذكسيّ أحيانًا. تحيط به غيمة، ويبارك جابي الضرائب بيمينه علامةً على رضى الله عنه.
من جهة الفرّيسيّ نجد نافذةً مغلقة ومحدّدة مثل نوافذ السجن. فإذا كان الملاك يشير إلى قبول الله صلاة جابي الضرائب وتبريره، فإنّ هذه النافذة عند الفرّيسيّ تشير إلى انغلاقه على ذاته واحتباسه في سجن كبريائه.
في هذا الأحد، يدعونا القنداق إلى النظر والاعتبار، وترتّله الجوقة وتقول: لنهربن من كبرياء الفرّيسيّ، ونتعلّمَنّ تواضع العشّار من زفراته، هاتفين للمخلِّص: إغفر لنا أنت الحليم وحدك.
الاب سامى حلاق اليسوعى
عن jespro.org