القسم العلوي فيتصدر فيه يسوع المسيح المشهد، ويحيط به النبيَّين إيليا عن يمينه وموسى عن يساره.
القسم المتوسّط يحوي الجبال. إنّها تربط الأرض بالسماء. فغالبيّة لقاءات الله بالإنسان، خصوصًا في العهد القديم، تتمّ على رؤوس الجبال.
أما القسم السفلي فيضمّ من اليسار إلى اليمين الرسل الثلاثة بطرس، ويوحنا، ويعقوب.
إيليا: شيخ يقف عن يمين يسوع على جبل حوريب، يصغي إلى كلمة الله وهو يمثّل الأحياء لأن الكتاب المقدّس يخبرنا بأنّ إيليا بقي حيًّا.
موسى: شابّ يقف عن شمال يسوع على جبل سيناء، يحمل لوحي الوصايا، وهو يمثّل الأموات لأنه مات قبل أن تطأ قدماه أرض الميعاد.
المسيح في الوسط سيد الأحياء والأموات. يظهر متلألئًا بالنور والضياء. يرتدي ثوبًا أبيض ناصعًا، ويقف على قمّة الجبل في الوسط، تحيط به ثلاث هالات، واحدة دائريّة وهالتان رباعيّتان. الهالة الدائريّة ترمز إلى السموات. إنّه سيّد الكون كلّه. والهالتان الرباعيّتان ترمزان إلى أنّه سيّد الأرض أي أقطار المسكونة الأربعة (الهالة الخلفيّة)، وما عليها من جمادٍ ونباتٍ وحيوانٍ وبشر (الهالة الأماميّة). يحمل بيده اليسرى ملفًّا هو الإنجيل الذي أعلنه للبشر، ويبارك بيده اليمنى المشاهد الذي يتأمّله.
القسم المتوسّط والسفلي
يظهر في القسم المتوسّط جبلان جانبيّان يمثلان العهد القديم فنلاحظ فيهما تجويف وفراغ، وهما خاليين من النباتات، في حين أنّ الجبل القائم في الوسط ممتلئ يختلف لونه عن الجبلين الجانبيّين، وتنبت فيه الحياة. إنّه العهد الجديد، فهو "لا ينقض القديم بل يكمّله".
في الزاوية اليسرى من الأيقونة نجد بطرس وهو يشير بيده اليمنى إلى المسيح ويقول له: «حسن لنا أن نقيم ههنا».
في الوسط يوحنّا ويبدو وكأنه ملقى على الأرض إذ يدير ظهره للمشهد، حركة يده تشير إلى التأمّل. فيوحنّا لم يذكر التجلّي، ولكنّ كلّ إنجيله يشعّ نور هذا الحدث الجليل.
في الزاوية اليمنى من الأيقونة يعقوب، ويبدو منذهلاً، يحاول أن يهرب، ويضع يده على وجهه كي يحميه من النور الساطع. وقد حرص الفنّان على جعل حركة جسمي يوحنّا ويعقوب متشابهتين للدلالة على أنّهما أخوان.
في النهاية لا يمكننا أن نتجاهل التناقض بين السكينة والسلام الإلهيّ من جهة (حيث المسيح مع موسى وإيليا)، والقلق والإضطراب الإنسانيّ من جهة أخرى (التلاميذ وقد سقطوا على الأرض وحجبوا وجوههم وأنظارهم غير قادرين على معاينة النور الإلهي).
جومانا نون
من الراهبات اللبنانيّات المارونيّات
المصدر jespro.org