تحتوى هذه الأيقونة على الكثير من المعانى والرموز سواء كانت لونية أو خطيه أو لاهوتية :
هى أيقونة من القرن الثالث عشر الميلادى من الرسوم الجدارية بدير القديس العظيم الانبا انطونيوس بالبرية الشرقية بمصر وتم ترميمها حديثا بواسطة احدى البعثات الاجنبية وتدور حول الله ضابط الكل الجالس على عرش ملكه الذى يحمله الشاروبيم (كما فى في الإصحاح الأول من نبوة حزقيال منظر المركبة الكاروبيمية التي يركبها الله ويطير بها للسماء وقطعا فالله لا يحتاج لمركبة من الملائكة لتحمله إلى السماء، فهو ساكن في الأعالي بل لا يحده مكان، ولكن هذا التصوير يشير إلى أن من يرتاح الله فيه، فالله هو الذي يحمله إلى أعلى السموات)
أستخدم الفنان اللون الذهبى فى كرسى العرش حيث يشير اللون الذهبى إلى الأبدية، الملك الأبدي الذي لا يفنى ( كل الأيقونات تؤسَّس على اللون الذهبي).
كما أستخدم اللون الأحمر فى رداء السيد المسيح ليرمز إلى الإنسانية المتألمة، وإلى محبة المسيح وإلى الالوهة.
وأستخدم اللون الأبيض فى جلباب السيد حيث أن الأبيض يرمز إلى الطهارة، والى توهج النور الإلهي.
ونجد اللون البنى فى نصف الدائرة تحت قدمى السيد التى تشير إلى الأرض لأن اللون البنى يرمز إلى الأرض، فآدم الأول من تراب.
ونجد تحديد دائرى حول العرش من اللون الأسود ليشير أن الخروج عن دائرة الله ضياع وطريق مجهول حيث ظلمة الخطيئة والموت.
نجد الفنان أستخدم خطوط هندسية حادة سواء كانت مستقيمة أو منحنية حيث كانت تغلب على الفن القبطي في الفتره ما بين القرن الحادى عشر والرابع عشر .
كما نجد السيد المسيح يجلس على العرش وتحت قدمه نصف دائرة تمثل الكره الأرضية حيث يملك على الكنيسة والمسكونة بأسرها وهو ملك إلى الأبد.
قانونه نجده في الأناجيل وإرادته الأولى هي أن يخلّصنا نحن وكل البشر لذلك نجده يحمل أنجيلا ومن حوله البشائر الأربعة مثلما جاء فى . رؤيا 4: 6-8 ونجد أيضا هالة حول رأسه مقسمة ثلاثة أقسام إشارة إلى الأب والأبن والروح القدس كما وأنه هناك ملامح ساطعة لناسوت الابن المتجسد نلاحظها في الرسم المفصّل لجسمه البشريّ.
هذه هي رسالة أيقونة المسيح الضابط الكل
سارة عصام
فنون جميلة