فانوريوس الرودسيّ

القدّيس فانوريوس هو القدّيس الأحبّ إلى قلوب المؤمنين والأكثر إكرامًا في اليونان وقبرص.
لقد أُعطي لقب الجديد في الشهداء، لكنّنا نجهل تاريخ حياته وجهاده من أجل المسيح. تمّ الكشف عن رفاته أثناء العمل في ترميم حيطان قلعة رودس في القرن 14 حين أزال العمّال الركام عن كنيسة جميلة في حالة خراب.
تحت البلاط وجدوا عدداً من الإيقونات بينها واحدة بقيت سليمة تماماً، وهي تمثّل شاباً عسكرياً يحمل في يده اليمنى صليباً وفوقه سراج مضاء، وحول الإيقونة صور تمثّل اثني عشر مشهداً من استشهاده. أسقف المحلّة المدعو نيلّس الثّاني (1355 – 1369) تمكّن من قراءة الكتابة على صعوبتها فتبيّن أنّ اسم القدّيس هو "فانوريوس"، ربما من كلمة يونانية تعني "يكتشف"، "يظهر".
هذا وقد جرت بواسطة القدّيس فانوريوس عجائب جمّة، لا سيما لجهة الكشف عن الأشياء الضائعة أو الحيوانات التائهة. يُعيّد للقدّيس فانوريوس في 27 آب .
يَذكر التقليد أنّ والدة فانوريوس كانت وثنيّة، ونمط حياتها أحزن فانوريوس كثيرًا. وقبل استشهاده، طلب القدّيس من أصدقائه المسيحيّين الصّلاة لأجلها، وأوصاهم أن يصنعوا قالبًا من الحلوى متضرّعين إلى الله لروح والدته إذا كانوا بحاجة إلى بركة خاصة، وقد وعدهم أن يتشفّع في السّماء أمام عرش السّيّد لاستجابة طلباتهم .
بقيت هذه الممارسة التقويّة لصنع قالب القدّيس فانوريوس (المعروف بـ"فانوروبيتا") بقيت إلى يومنا هذا. يُحضَّر القالب الخاص بحسب طريقة معيّنة ويُقدمه المؤمنون إلى الكنيسة ليباركه الكاهن. توزّع قطع من القالب على المؤمنين، والّذين يحصلون على قطعة يصلّون من أجل والدة القدّيس فانوريوس.
الأيقونة التي نقدّمها هنا مرسومة بالأسلوب الروائيّ. وهو أسلوب يصوّر الشخصيّة الرئيسة أو الحدث الرئيس في الوسط، ويحيطه بمربّعاتٍ صغيرة تروي حكاية الأحداث.
سُمّيَ فانوريوس الرودسيّ لأنّ أيقونته اكتُشِفَت في رودُس في القرن الرابع عشر. يظهر فونوريوس في هذه الأيقونة في هيئة شابٍّ حليق يلبس ثياب جنديّ رومانيّ، يحمل بيمينه صليبًا تعلوه شمعة مشتعلة بدل الحربة.
تحيط بالأيقونة مربّعات تروي حكاية فونوريوس وهي متسلسلة على النحو التالي من المربّع أقصى اليسار، وبالتسلسل بعكس عقارب الساعة:
- يقف القدّيس أمام الحاكم الرومانيّ، ويرفع يديه ويشهد أمامه لإيمانه.
- جنديّان يضربان فونوريوس بالحجارة، ويحاولان إجباره على الجحود بإيمانه.
- جنديّان ينهالان على فونوريوس بالضرب بالعصيّ، وقد استولى الغضب عليهما من عناده، فيرمياه أرضًا.
- فانوريوس أمام الأصنام ثمّ أمام الحاكم ثانيةً. فبعد التعذيب، اقتيد إلى الهيكل ليقدّم الذبائح للأصنا فرفض.
- فانوريوس يصلّي كي يمنحه الله الشجاعة. في كثيرٍ من الأحيان، لا يتبع الرسّامون التسلسل المنهجيّ. فهذا القسم يعود إلى قبل اعتقال فانوريوس.
- فانوريوس في السجن معلّقًا، والجنود يجرحون جسده بأدواتٍ حادّة.
- فانوريوس في السجن معلّقًا، والجنود يحرقون جسده بالنار.
- فانوريوس ملقى على الأرض، والجنود يضعون الحجارة الثقيلة عليه.
- فانوريوس في وعاء الزيت، والجنود يشعلون النار تحته ليغلي.
- في أعلى الأيقونة ملاكان يحملان يافطة عليها طروباريّة القدّيس.
طروباريّة القدّيس فانوريوس باللّحن الرّابع
« لقد دوّى على الأرض نشيد سماويّ، للاحتفال اليوم بعيد القدّيس الشهيد فانوريوس. وجوق الملائكة يمدح جهاداتك بترانيم سماويّة. والكنيسة، هنا، تذيع بالمجد السماوي الذي أحرزتَه بآلامك وجهاداتك يا لابس الظفر فانوريوس»
بحسب التقليد، تعرّض فانوريوس لـ 12 نوع من التعذيب، لكنّ الأيقونة التي اخترناها لا تصوّر إلاّ ستّة منها.

+ المصادر 
- شرح مربعات الايقونة للاب سامى حلاق اليسوعى عن موقع jespro.org 
- باقى السيرة من موقع عائلة الثالوث القدوس .holytrinityfamily.org