إنّه ليس مستطيلاً بالضبط، بل نصف دائرة. يظهر فيه ملوك وأنبياء ورؤساء ملائكة، كلّ الذين سبقوا المسيح في التاريخ البشريّ، وكلّ سكّان السماء تفاعلوا مع حدث الميلاد، يكلّمون بعضهم بعضًا، وينقلون الخبر السار لبعضهم بعضًا.
المستطيل الثاني
على اليسار: المجوس يتبعون النجم، وفوقهم: المجوس يقدّمون الهدايا وبدل النجم في المغارة يظهر ملاك يشير إلى الطفل الإلهيّ وكأنّه وزير يقدّم الضيوف للملك، ملك الكون المولود. ويجلس يسوع على ركبتي أمّه ويبارك المجوس.
في الوسط: مغارة الميلاد. العذراء مستلقية، والطفل يسوع في المهد، وخلفه ثور وحمار.
المغارة مظلمة ويخترق شعاع النور الإلهيّ الظلام ويحلّ على المسيح المولود. وقد أراد الرسّام أن يجعل حوافّ المغارة تشبه شجرة الصنوبر، ليجمع تقليدَين ميلاديَّين: المذود والشجرة، ممّا يجعل تأريخ تصميم الأيقونة يعود إلى القرنَين الثالث عشر والرابع عشر.
على اليمين: الملاك يبشّر الرعاة والمجوس يعودون إلى بلادهم. ومن تحت، راعٍ وأمامه الخراف ترعى.
في المستطيل نفسه، وتحت مشهد الميلاد: ملاك يظهر ليوسف، ونسوة يغسلن الطفل الإلهيّ. يظهر يوسف مغطّى بقماش، إشارةً إلى أنّه نائم، والملاك يهمس له في الحلم. ما الذي يقوله له؟ إنّه يحذّره من نيّة هيرودس بأن يقتل الصبيّ: «قم خذ الصبيّ وأمّه واهرب إلى مصر».
المستطيل الثالث
على اليسار شابّ يدلّ القابلات إلى المغارة حيث ولِدَ يسوع، والقابلات يحملن الوعاء والإبريق لغسل الطفل الإلهيّ، وهو حدث ينتمي إلى التقليد، ومشهده يكتمل أعلاه، حيث تظهر القابلات وهنّ يغسلن المولود.
على اليمين: العائلة المقدّسة تهرب إلى مصر. وتظهر امرأة عند أبواب المدينة تستقبل العائلة. مصر، أرض العبوديّة، صارت بميلاد المسيح أرض الخلاص.
المستطيل الرابع والأخير
مذبحة أطفال بيت لحم. من اليسار إلى اليمين: هيرودس يرسل جنوده إلى بيت لحم، فيقتلون جميع الأطفال فيها. وتظهر في أقصى اليمين أمّ تحمل طفلها وتبكي، وجنديّ ينهال بالسيف عليه ويقتله. في هذا المشهد قصّة من التقليد. ففي أعلى هذا المستطيل يظهر شخص يحمل حربة ويسعى لطعن الطفل يسوع، والعذراء والطفل يختبئان في مغارة. فالتقليد يقول إنّ طالبي نفس الطفل لحقوا بالعائلة المقدّسة، فشقّ الربّ الصخر وجعل العائلة تتوارى فيها عن عيونهم.
ميلادك أيّها المسيح إلهنا، قد أشرق نور المعرفة في العالم، لأنّ الساجدين للكواكب به تعلّموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل، وعرفوا أنّك من مشارق العلو أتيت. يا ربّ المجد لك.
الاب سامى حلاق اليسوعى
عن